Saturday, May 13, 2017
ميلانيات - بيبو انزاغي
بدأ فيليبو انزاغي مسيرته الاحترافية في الدرجة الثانية في صفوف نادي بياشنزا المتواضع. لم تكن بدايته سهلة، فقد عمل جاهداً لجذب فريق يلعب في الدرجة الأولى، وكان بارما سعيد الحظ.
بعدها، وضع القناص الايطالي حقائبه في برغامو حيث سطع نجمه بقوة بفضل حيازته لقب هداف الدوري الإيطالي لموسم 96-97. هذا التألق دفع أندية عريقة عديدة للتهافت عليه. حصل في النهاية اليوفنتوس على خدمات ثعلب منطقة الجزاء، ليلعب بجوار دل بييرو وزيزو. ساهم "السوبر بيبو" في فوز السيدة العجوز ببطولة إيطاليا بشكل فعال جداً مسجلاً الهدف تلو الآخر.
إبداع بيبو تخطى حدود الوطن واصلاً إلى كل أنحاء أوروبا والعالم لأن اللاعب الذي ولد متسللاً، حسب وصف المدرب العظيم السير أليكس فرغسون، فرض نفسه بطلاً في مسابقة دوري ابطال أوروبا ولاعباً مهماً ضمن تشكيلة "الأزوري". كان انزاغي قريباً جداً من إحراز المسابقة الأم مع "البيانكونيري"، لكن الحظ عانده إثر خسارة اليوفي أمام النادي الملكي في نهائي 98.
قدوم تريزيغيه عام 2001 إلى تورينو سرع من عملية انتقاله إلى العملاق الميلاني، لتبدأ قصة حب لن تنتهي أبداً. خلال كل هذه السنوات، عاش بيبو مع الميلان أجمل لحظات حياته حيث كان جزءًا لا يتجزأ من عائلة "الروسونيري" الكبيرة. النادي اللومباردي وبيبو توأمان، فكل عاشق لهذا الفريق الكبير لا يمكنه سوى أن يشكر إنزاغي على ما قدمه من أجل الميلان. "إنزاجول" أهدى "الديافلو" سادس لقب في دوري ابطال أوروبا عام 2003 بتسجيله 12 هدفاً وإقصائه الاياكس من دور الربع النهائي في مباراة ماراتونية لن تنساها قط الجماهير الميلانية، لأن بيبو أهل الميلان عندما كانت المباراة تلفظ انفاسها الأخيرة. "السوبر بيبو" شكل في هذه الفترة ثنائياً ضارباً مع الإمبراطور الأوكراني اندري شيفشنكو خول الميلان أن يعود إلى الواجهة الأوروبية من جديد بعد صيام طويل.
رغم بلوغه سن الثلاثين، لم ينحدر مستوى القناص الإيطالي وهذا كونه يعشق عمله، فهو لم يتقاعس يوماً عن بذل الجهود الجبارة في التمارين وفي حياته اليومية إذ كان يهتم بكل الجزئيات الصغيرة التي صنعت منه هذه الاسطورة التي لا تموت، هذه الاسطورة التي ستبقى حية فينا إلى الأبد.
بالعودة إلى مسيرته، عاش "كابوس المدافعين" أياماً صعبة للغاية بسبب اصاباته المتكررة في سنتي 2004 و2005. لكن ذلك لم يوقف بيبو الذي عاد أفضل من قبل، مساعداً الميلان على كل الجبهات. فاز إنزاغي بكأس العالم في صيف 2006 مسجلاً هدفاً أمام تشيكيا في ظهوره الوحيد خلال البطولة.
في 23 أيار 2007، شاء القدر أن يلاقي "الروسونيري" ليفربول في نهائي ثأري بعد مجزرة اسطنبول قبل عامين، التي ألمت كثيراً بكل "الميلانيستاس" في العالم. قرر المدير الفني للميلان كارلو انشلوتي إقحام إنزاغي منذ البداية مفضلاً خبرة ابن ال-34 ربيعاً على النجم الواعد ألبيرتو جيلاردنيو. سجل بيبو هدفي الانتصار في نهائي استثنائي كان أفضل لاعب فيه بلا منازع. صرح بعدها اللاعب المخضرم أنها أجمل ليلة في عمره.
استمر العجوز في ممارسة هوايته في التهديف، ليتجاوز رقم المدفعجي الألماني غرد مولر ويتربع على عرش هدافي أوروبا برصيد 70 هدفا، وفي هذه المناسبة أهدى الميلان تعادلاً غالياً أمام ريال مدريد وسط فرحة عارمة للجماهير. أرقام "سوبر بيبو" القياسية لا تحصى ولا تعد، فهو دخل جميع اللوائح المختصة بترتيب افضل الهدافين على مدار التاريخ!
في العاشر من تشرين الثاني من عام 2010، أي بعد أسبوع على إحرازه هدفين ضد "البلانكس" إثر دخوله من مقاعد البدلاء، تعرض "ملك الهدافين" لإصابة حادة في الرباط الصليبي في المباراة التي جمعت بين فريقه وفريق باليرمو لحساب الدوري الإيطالي. رغم حجم الاصابة وكبر سنه، أصر المهاجم الأسطوري على متابعة مسيرته الاستثنائية مع الميلان، فعاد إلى الملاعب من جديد ليرتدي ألوان النادي الذي أحبه أكثر من أي شيء في الدنيا في ايار 2011.
يا لك من مثال يا بيبو، يا معشوق الجماهير! بيبو الذي درسنا كيفية المثابرة والجهد اليومي دون أن ننسى حب العمل الذي نؤديه. بيبو الذي غض النظر عن تواضع مهاراته وفنياته، فهو ليس رونالدو ولا ميسي، لكنه أصبح لاعباً كبيراً لأنه واظب على التطور وتقديم ما هو أفضل. في عامه الأخير، بدا واضحاً تأثره بالاصابات التي فعلت به فعلتها، فأبعدته مجدداً عن الملاعب.
إصرار صاحب الرقم 9 وعزيمته جعلا ختام حكاية هذا البطل مسكاً، فترك مسرح "السان سيرو" الذي احتضنه طوال إحدى عشرة سنة، بأجمل صورة ممكنة مانحاً "الروسونيري" الفوز ضد نوفارا باقتناصه هدفاً رائعاً
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment